Laith-saad


كولن باول بالعراقي
كولن باول ليث السعد قبل سنوات, استمتعت بسماع كتاب (جندي) الذي روى قصة حياة الجنرال كولن باول وزير الخارجية الامريكي الاسبق الذي توفي اليوم. في العراق نحن تنذكر باول كرئيس هيئة الاركان المشتركة في حرب 1991 ووزير الخارجية عام 2003 ابان غزو العراق. ما لا يعرفه الكثير منا انه ولد لعائلة مهاجرة من جاميكا في البرونكس في مدينة نيويورك. وقد استطاع والداه الفقيران من بناء بيت وتعليم ابنهما كولن في كلية حكومية في نيويورك (يسميها اهل نيويورك كوني). وهناك تطوع باول في الجيش الامريكي وخدم في حرب فيتنام وجرح خلالها. حصل بعدها على شهادة الماجستير في ادارة الاعمال من جورج تاون ثم حصل على زمالة في البيت الابيض في عهد نيكسون. خدم في الثمانينات في مجلس الامن القومي في عهد ريغان ثم اصبح مستشار الامن القومي. اصبح اول رئيس اسود لهيئة الاركان المشتركة في عهد بوش الاب. كان باول مرشحا وبقوة للرئاسة عام 1992 لكن زوجته منعته من الترشح خوفا من انقلاب حياتهما بعد الترشح. كان كولن باول المصدر الرئيس للصحفي بوب ودواد في كتابه عن حرب الخليج المسمى (القادة). عارض باول تورط الولايات المتحدة في الشأن العراقي بعد الانسحاب من الكويت. اختاره بوش الابن كاول وزير خارجية اسود وكان خطابه امام الامم المتحدة قبيل الغزو نقطة سوداء في مسيرته. ما لا يعرفه اغلب العراقيون ان باول كان معارضا شرسا لغزو العراق وحذر بوش وباقي اركان ادارته بعبارته الشهيرة: "ما ان نكسر العراق, سنكون مسؤولين عنه". وما قصده هو انه حال اسقاط صدام بغزو امريكي, سنتورط في الشؤون العراقية الى حد لا نريده. يلومه الديموقراطيون ومعارضو غزو العراق لانه لم يستقل احتجاجا على الغزو. مع ذلك, اشترط باول ان يذهب بنفسه الى مقر وكالة المخابرات المركزية ويدقق بنفسه في الادلة التي يملكوها عن اسلحة العراق قبل القاء خطابه الشهير. كما اشترط ايضا ان يجلس مدير المخابرات المركزية جورج تنت خلفه اثناء القاء خطابه. اصبح بقاء باول في ادارة بوش مستحيلا بعد الفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل. استمر باول في تقديم النصح لخلفاء بوش فكان مقربا من اوباما وبايدن. والحقيقة انه انقلب من جمهوري الى ديموقراطي بعد حرب العراق.